لفترة كبيرة من حياتي كنت بقارن نفسي بكل حد حواليا. كنت بشوف كل حد مميز في حاجة وأتمنى ان الحاجة دي تكون عندي.
حد جسمه قوي.
حد شكله حلو.
حد ذكي.
حد عنده علاقات كتير.
حد مشهور.
حد مختلف.
كل حد كنت بقابله كان عنده غالبًا حاجة أنا عاوزها، وللأسف، الموضوع مكانش طبيعي، وكان كل مرة بيخرج عن السيطرة أكتر.
بقيت تقريبًا أغلب الوقت مش بشوف غير الحاجات اللي أنا مش مميز فيها. مش شايف نفسي غير حد ناقص، زي لوحة عمرها ما هتكمل.
الموضوع وصل بعد كده لمرحلة اني مبقتتش عارف اتعامل مع الناس بشكل طبيعي، بقيت حاسس ان الغيرة ظاهرة في حركاتي وكلامي، كنت بحاول اخبي دا. بدأت أكره نفسي، لأني حسيت اني شخص سئ، اني شخص نيته مش سليمة، بعدها حصل الانهيار.
وصلت لمرحلة اني حتى مبقتش عارف أتكلم مع الناس بدون ما أشيل الموضوع من دماغي، لحد ما جه وقت ما عدتش قادر اعيش بشكل طبيعي، أيوه الموضوع كان سئ للدرجة دي.
أخدت قرار اني أبعد عن كل الناس، تقريبًا.
قررت أقفل على نفسي وأحمي عيني من كل حاجة ممكن تفكرني او تستفز جوايا مشاعر الغيرة بسبب المقارنة.
اخترت أبعد عن الناس اللي كنت بغير منهم، كنت عاوز آخد نفسي بعد سنين طويلة من المقارنات والدمار النفسي، ومش ببالغ لما بقول دمار نفسي، دا شئ حقيقي أنا عشته فترة طويلة من حياتي.
أنا حاليًا في المرحلة اللي مش مصدق فيها اني نجيت من الفخ دا.
الوضع كان عامل زي مصيدة صعبة أنا وقعت فيها ومكنتش عارف أطلع، لكن الحمد لله، أنا أحسن بمسافات ضوئية من الأول.
طب ايه اللي ساعدني؟
اني اخترت معدتش أبص على غيري.
لما بدات أفهم ان جوايا القابلية والنزعة المستمرة اني أقارن نفسي باستمرار، حبيت أمنع نفسي من اني أتعرض للحاجات اللي بتخليني أحس بغيرة شديدة، الصور، المناظر، والمواقف اللي بتخليني أحس كان مفيش في حياتي أي شئ كويس، المواقف اللي كانت بتخليني دايمًا أحس انه مهما كان عندي، في حد تاني عنده أكتر مني.
بعدها بكذ سنة، بدأت أفهم خطورة الصورة، بالذات في زمن انفجار المعلومات، وأد ايه اني وناس زيي وزيك ضحية لكل الصور والمثيرات النفسية اللي بتخلينا نحس اننا دايمًا عوال وعمرنا ما هنكون كفاية ولا لينا قيمة.
بدأت أفهم أهمية انك تحفظ بصرك عن كل شئ خارجك.
بدات أفهم أهمية انك تعمل كل اللي تقدر تعمله بالمتاح معاك، لأنا دي هي الشطارة الحقيقية، ودا الشئ اللي ربنا هيسألك عنه، عملت ايه باللي معاك.
بدأت أفهم اني مش لازم يكون معايا حاجة مع غيري عشان أكون سعيد ومتحقق ذاتيًا.
بدأت أفهم ان ربنا عطاني كل شئ أنا محتاجه بالفعل.
بدأت أراقب التفاصيل اللي في حياتي وأحس اني غني بالفعل.
بدأت أشوف وأصدق اني كويس فعلًا، وان عندي حاجات أنا مميز فيها.
بدأت أشوف اني عندي حاجات اكتر من اللي محتاجها.
الأمر تحول اني بقيت مش ملاحق أستخدم كل الحاجات الجميلة اللي في حاتي من كثرتها.
تحولت من عقلية النقصان والحرمان لعقلية الشكر، الرضا، والامتنان.
حسيت بروحي خيفة واني سعيد، بجد.
بقيت بتمنى لغيري الخير أكتر من الاول.
بقيت بدعي لناس ربنا يزيدهم.
بدأت أفهم انة ربنا واسع ومعطاء.
بدات أشوف ان ربنا ملكه واسع ورزقه كتير، وان كل واحد يقدر ياخد اللي هو عاوزه.
ربنا خلاني أهدى نفسيًا، الحمد لله.
كان جوايا بركان من نار، لا زال له بقايا، لكني عرفت الطريقة اللي بتخليني أخمد نار البركان كل ما يزيد، وهو اني أجبر نفسي على الشكر ومراقبة النعمة، واني أختار ما أقارنش.
بقالي فترة بحاول اكتب من 3 ل 5 حاجات ممتن ليهم في حياتي.
هل كتابة امتنانك رفاهية؟
لأ.
ليه؟
لأنها دليل فعلي على ان في حاجات جميلة موجودة في حياتك بالفعل، ودا اللي بيحارب الفكرة الناتجة عن المقارنة، وهي انك ناقص ومعيوب، ملكش قيمة، ومعندكش أي حاجة حلوة في حياتك تستحق الشكر.
عرفت ان المشكلة نفسية، وحل المشكلة برضه حل نفسي.
زي ما المقارنة بتخلي النعم اللي في حياتك قليلة في عينك، تقدر برضه تكبر وتزود النعم ديي في عينك بالشكر.
احمد ربنا دومًا.
ربنا هيخليك تشوف كمية تفاصيل هتدهش عقلك وقلبك، وهتحس فعلًا انك بتضيع نفسك بنفسك في كل مرة بتسيب نفسك تتكوي بنار الجحيم، جحيم المقارنات.
عارف ايه الحل الأفضل؟
انك تقارن نفسك بنفسك بس.
نفسك امبارح فيها حاجات بالفعل محتاجة تتصلح النهارده.
انت عندك بالفعل شغل بالكوم، وهو نفسك اللي محتاجة تكون أفضل.
حدد شوية نقاط مش عاجبينك في نفسك امبارح وابدا اشتغل عليهم النهارده، كرر دا بكرا، بعده، وكل يوم.
ساعتها بس مش هيكون عندك وقت انك تبص براك، لأنك هتشوف اد ايه انت ممكن تصلح وتزكي نفسك، وان دا هو شغلك الشاغل من هنا ورايح.
اشكر ربنا دلوقتي على كل شئ وهتحس أفضل بكتير.
ربنا يطيب خاطرك وينقذك من المقارنات.
✨🌸